همس الوفاء للساهر40


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

همس الوفاء للساهر40
همس الوفاء للساهر40
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصمت يفتت ذاكرتي ..

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الصمت يفتت ذاكرتي .. Empty الصمت يفتت ذاكرتي ..

مُساهمة من طرف ماجد الخميس فبراير 16, 2012 4:58 pm

الصمت يفتت ذاكرتي ..


البردُ يجتاحُ كياني، وعظامي تتفتت، تبحثُ عن شظيةٍ، والنارُ رمادٌ يعلو العالَمَ،
يعلو وُجودي، رمادٌ يملكُ لوناً أخشاه، لونَ الذكرى، آهٍ يا عمري، كم أكرهُ أن أتذكر.
أهربُ من ذاك الغول المارد إلى لا مأوى ، أهربُ أهربُ ، ولا أمسك غير اللحظة ،
تلك التي تجعلني أنهض مفزوع من عمق رهابي ،
أتلفت يمنةً ويسرةً، فأسمعُ صوتاً يأمرني:

أنت هناك ، فلتأتي
اتبع صوتي، حيثُ الأيام ملونة
هيا فلنذهب حيث المرسى حيث اللوحة
حيث الحجرات تحتاج من يعبرها
من ينفض منها رائحة غبار السنوات
من يشعل ضحكةً أو يوقدُ يوماً أغنية
من يسكنها


أتلفت يمنةً ويسرة،
فأرى بلوراً يومضُ كما عينيّ بشتى الألوان
أقترب بخشيةٍ ولا أشعر الصوت يجر كياني
أقترب فأدخل من باب لا يملك غير الرهبة
الصوت ما زال يأمرنى ، وأنا أتبع
أدخل لؤلؤةً تملك حجرات شتى

الصمت يفتت ذاكرتي .. Upload


ما زال الصوت يأمرنى
أنت هناك
انتقي ركنا واتخذ دور المتفرج وضعاً
انتقي فالعرضُ سيبدأ ألواناً


واللون يقتل لامسه
من يقترب
اللون يحب تفرد أحجيته
يكره خلطه
يجتاز إطار التشكيل
فانتقي ركناً


أجر الرهبة ثوباً يُثقلنِي
الضوء اللامع ينطفي، والصمتُ يسود
الصمت يفتت ذاكرتي
وأنا كعهدي أكره لونَ الذكرى


تتعثر قدميَّ فأصرخ
لم اللؤلؤة الآن مظلمة ؟
يخبرنى الصوت ألا أفزع
أن أمكث حيثُ مكاني فالعرض سيبدأ
واللحظة تكره خادشها


أتلبثُ بعضاً من قوة
فيسودُ نغمٌ متدفق
تلك الأنغامُ أعرفها
من عازفها ؟!


يتساءلُ وَعيي ويخبرنى ،
كان هناك من يغزل أثواب التوت
لتناسب حرير الروح
تلك التي،
قد كنتُ يوماً أراها.


النغمُ يعلو، والرهبة تكاد تنزعُ ثوبي
تنزعُ عمري، تنزعُ عني وعاء ذاكرتى
مرت لحظات لم أذكرها
والضوءُ يعودُ، والصمت يسودُ


آآآآه أصرخ
مَن شَقَّ القلبَ بلحظتها ؟
هكذا أسألُ تلك العابرةُ من صدري
لتؤدي أولى الكلمات


يأمرني الصوتُ بأن أصمت، أن أفتح نافذة الوعي، أن أوصد قبرَ اللحظات.
قالَ، قد آن أوانُ النسيان والنسيانُ أحجيةٌ يدركها
زمنُ الرهبان

عابرة قربي تأمرني أن أصمت،
أن أترك تلك القافية، أن أترك نغماً لا يسطر رقصةً للقلب
ولا يشفي جرحاً أدمته يدُ الإنسان.


الصمتُ يسود،
تتقدم مني تلك الأخرى،
وتكسر قافيتى وتسأل: من 000000؟
أتلفتُ فلا أرى غيري،
والصوتُ ما زال يأمرني،
أن أصمت،
ألا أجرحَ تلك اللحظات.


قالت:
هل جربت يوماً أن تجلسَ على مقربةٍ من باب الرؤيةِ، وتفتشَ فى غرف القلب .. تجتازُ خوف المقربة وتغوص فى الذكرى .. هل حاولت أن تفرط رزمة أوراق منسية، وتفتش فيها عن حلم ضاع ما بين شقين يكمن بينهما الفعل الهارب من اللحظة " نسيان .. نسي أن ".. هل تدرك ما بين الدمج من لحظات هاربة من كف الواقع .. من ولادة تلك التجربة الفعلية .هل تدرك كم تملك تلك الكلمة من روح؟


فلتعكس وضع الكلمة لتخلق منها وجوداً، ولتدرك مهزلةَ الوعي، رتب حرفاً واحذف حرفين، وافصل ما بين الأشجانِ لتخلقَ زمناً، لتعرفَ كم تحملُ اللغةُ من مكرٍ، كم يمكثُ فيها البهتانُ،
نسيَ أن.. والفعلُ.. و ما بينهما يجترحُ اللحظةَ، في النصفِ نداءٌ (يا) ، والعودةُ تساؤلٌ (أي) وكأنها مهزلةُ الدنيا، إما أن تمضي، أو تحتار، لك أنت قرارٌ، قد تُفلته إن لم تُتقن فصلَ اللحظات، فصلَ الكلمات، حَلَّ الأحجية ما بينَ الحرفِ والحرفِ، ما بينَ الكَلمةِ والسطرِ.


أصرخ فيها
أكره يوما أن أتذكر
بالله عليك ِ من أنت ِ
من أعطاك الحق بشق القلب
بالله عليك من أنت ِ


يأمرنى الصوت بأن أصمت
أن أستمعٍَ فألملم حبات بكائي
أبتلعُ نحيبَ مساماتي
والبردُ يُفتتني، ما زالَ.


يأمرني الصوتُ أن أتلبس ثوباً من ماضي
فأراها هناك تمد الروحَ تلفُّ كياني
وتقبل فيَّ رموش الرؤية
فيهدأ


فتعود هي،
تلك العابرة من قلبي
تشير إلى حجراتٍ أميزها
وتسأل:


هل فكرت يوماً بوعاء ذاكرتك ، ذاك الذي ترمي فيه أيامك، لتقول هي ألقى بيَ العابرُ ثم مضى، ألم تُدرك أن ظلمات الوعيّ عشيقةً للحب السري، والحزن السري والفرح السري، والسرُّ وجعٌ مجهولٌ، بل معلوم.
السرُّ خوفٌ من آخرٍ لا يملكُ مفتاحَ حياتك أو عمرك.


فلتجتز أرصفةَ الخوف، ولا تخشى تلكَ الأعمدة المنصوبةً من قيمٍ زائفةٍ هشة .
بتلك اللحظة تومض عينىّ كبرقٍ، تتسعُ رويداً فرويداً

تبتلعُ مكاني وكياني، تتشكلُ بحيرةٌ في رأسي
وأراني هناك،
أعاودُ تلكَ الأحداث.


يأمرني الصوتُ بأن أترجلَ عن صهوةِ وعيي،
قالَ :
استمع إلىَّ يا أنت،


سأعلمك أولى الكلمات
يا إنسان، كي تنسى عليك أن تتذكر
أن تنفض عن رفِّ القلب رفاة الأحداث
أن تملك خبثَ الكلمة تحذفُ حرفين
وتوجه مرآةَ الوعي لتقرأ
تلك المعكوسة تتضح فيها الرؤية.


نسى
يسن

أنت الإنسان
قادرٌ على خلقِ اللحظةِ،
فاللحظةُ لا تخلقُ فيكَ غير البهتان.



لبصيرتكَ ذراعٌ فلتمددها،
فلتدهمها لتغير شطرنج الواقع،
والماهرُ من يتعلمُ كيف يسبح فى عمر فان ٍ
ويعود
يلتقط الحكمة
ويمد لسانه لخرابٍ عن مقربة
يتربص بعنق الروح.

أبحث عنها،
تلك العابرة مني،
حيثُ الظلماتُ تُعرينا،
تكشفُ عن ضوءٍ ما بداخلنا،
عن نورٍ يعلو ونخشاه،
نخشى أن يظهرَ للملأ.

أنهضُ
أفتشُ في حُجرات القلب، وأقلِّبُ أوراقَ الذكرى
أنفضُ خوفي،
من ورقةٍ يصرخُ فحواها،
وأخرى تبكي،
وتلك تبتسمُ في خجلٍ
وأخرى تحتضنُ أيامي.

يا للهول
تركت بقلبي رصاصاتها،
منحوتاً عليها كلمات،
آه منها تلك اللحظات
أحتاجُ نوراً كي أقرأ،
أتلمسُ بطرف وجودي
ذلكَ النحت.

يأمرني الصمتُ،
يا أنت،
تملك نورك ،
وجِّه قلبك،
وأشعل روحك،
تملك نورك.

لا تنتظر ذاك الآخر،
إنه أنت من يَملكُ
السِرَّ .

أتعجبُ من سرَّ الوعي، سرِّ المرأةِ في الحب،
حبي المتدفقُ أدماني،
فالمرأة تملك تلك النزعة
تعذيبُ الذات، ولا تدري
والحبُ يفيضُ فيقتلنا،
يَجعلنا نخشى أن نُخفق،
فنختارُ الموتَ ونبتعدُ.

آهِ مني،
كم استعصت علىَّ أحجيتى
فقط لأني
لم أتقن فنَّ الترتيل،
لم أفهم هذا القلب.


يلهينى الوجعُ ويخبرني،
لم كل تلك الجولات وأنت المتعب،
كم من أغنية لا تشفي رنين العشق ؟
يأتيني الصوتُ،
ويُخبرني: من رَحمِ الحياةِ سيولدُ حُبٌّ
فلا تنجرف
ابحث عمن يهبُ القلبَ جوهرةً
تومضُ عشقاً
تومضُ لهفةً
وابتعد عن ذاكَ الناحت عمرك،
من يجعلك
على رفيف الأمل تنتظر،
بلا رؤيةٍ ، بلا رحمةٍ، يسرقُ أوراقَ سنينك
وما زلت تعذب الذات ولا تدري.

أقلبُ أوراقاً أخرى
كثيرةٌ هى الذكرى

آآآه.. مرهق، وأريد الهربَ
إلى أين؟
لؤلؤةُ الحدث مقفلةٌ.

أتلمسُ شقَّ القلب فلا أجده
أبحثُ عن بابٍ، عن شباكٍ،
عن سردابٍ كي أعبرَ فلا أجد.

أدورُ وأدورُ وأتلفتُ،
أنادي الصوتَ بلا ردٍ،
سوى لطمِ الصدى بالحجر،
فالوعيُ قد خدعني، ولم أدرِ .
تلكَ العابرةُ مني،
أسألها باللهِ عليكِ كيف أمضي؟ يأتينى الوهنُ
كما النغمُ

أنا أنتِ ولكنك لا تدرين!!!

هو الذي يخطُّ ورقةَ عمرك البيضاء كتاباً،
ثم يلعقُ أصابعه من الحبرِِ، ويمضي!!!!
ويمضي!!!!

ماجد
ماجد
عضو فضي
عضو فضي

عدد المساهمات : 1016
تاريخ التسجيل : 14/11/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الصمت يفتت ذاكرتي .. Empty رد: الصمت يفتت ذاكرتي ..

مُساهمة من طرف مريومه الأحد يونيو 10, 2012 7:24 am

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
مريومه
مريومه
عضو فعّال
عضو فعّال

عدد المساهمات : 697
تاريخ التسجيل : 10/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى