عذراً .. انا لقيط / لقيطه !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباح / مساء السعاده



عندما نقرأ في حضارات الشعوب القديمة سواء العربية او الأعجمية نجد الكثير من


العادات والتقاليد منها الغريب بالنسبه لنا ومنها ما اندثر مع الزمن وبقي ذكراها .


الا ان ما لفت انتباهي منذ القدم الى يومناا هذا والناس متمسكين بما يسمى الطبقيه .


كانوا قديما يقسم الناس الى فئات الملوك والأمراء اولا ثم الحكماء والفرسان حتى نصل


في النهايه الى الصعاليك والدراويش والسفهاء . لا اخفيكم ان هذا المفهوم ما زال


موجودا وان اختلفت مسمى الطبقات والفئات . بشكل عام لايمكن ان نجعل الناس في


مستوى واحد فقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) سورة الحجرات آيه 13


والإختلاف سُنة من سنن الكون – ولله في خلقه شؤون – لكن ما يجعلني انكر هذه


الظاهره هو توظيف الناس لها بشكل خاطئ – بالعامي كل يقول محد مثلي – ويجعل


بعضنا يستحقر من هم ادنى منه في المستوى المعيشي او التعليمي هنا تكون المصيبة والجهل .


في المقابل لدينا من يلعب تحت جناح الظلام لينتج في النهايه فئه في المجتمع نسميهم


اللقطاء ( مجهول الأب والأم ) لا اريد ان اتحدث من المذنب


وكيف ...ولماذا ...واين ..


لأننا تكلمنا كثيرا ونصحنا كثيرا ولا حياة لمن تنادي .


كل ما اريد ان اقوله ان هؤلاء الفئة تدفع ثمن أخطاء غيرها ! هم يعيشون معنا ويتكلمون


لغتنا ولكنهم معزولين عنا او دعوني اقول نحن ننعزل عنهم . نحن متأكدين وعلى يقين


انهم لم يذنبوا ولكننا نحاسبهم على وضعهم ليس المحاسبه بمعناها الحقيقي وانما


نظرات الشفقه واحيانا كلماتنا وعباراتنا الغير مقصوده تجرح او تحدث أثراً غير مرغوب فيه .


ما جعلني اكتب موضوعي هذا هو انه عندما كنت في المرحلة الثانويه نظمت مدرستي


بالتعاون مع دار الأيتام رحلة الى احد المراكز الترفيهيه ، وكنت احد المشاركين في


الرحله . كان الهدف من الرحله هو دمجنا مع فئة تعتبر جزء منا ومن مجتمعنا - ولكن لا


اعتقد انه تحقق المراد بها - خرجنا معهم ولكن لم نتكلم معهم كل ما فعلنا هو ان تعرفنا


على اسمائهم وتبادلنا النظرات ، نحن ننظر بشفقه و رحمة وهم ينظرون بأمل . عندما


مرت السنين وتذكرت الموقف احسست بشعور عدم الرضى


لماذا لم نقترب منهم اكثر ؟


لماذا لم نتكلم في امورنا كفتيات ( موضه ، تسوق ، هوايات ، مواقف مضحكه ...الخ ) .


ربما لأن لدينا مفهوم لا نتكلم مع احد الا قبل ان نسأله عن حياته العائليه ( انت ولد /


بنت مين ، ابوكـ / امكـ وش يشتغلون ، بأي حي ساكن ، كم عدد اخوانك ...الخ )


لهذه الدرجه من المهم والضروري معرفه كل هذه المعلومات ، نحن نقابل اشخاص لمره


واحده ربما لا يحدث لقاء بعدها ..لماذا نتوغل في حياته اذا ؟



يكفي ان نسأل عن اسمه اليس كافيا للنقاش معه او التحدث معه ؟


حسناً ... فات ما فات انتهى الأمس .. ربما غاب عن اجدادنا وآبائنا ان يعلمونا كيف


نتعامل مع فئه كهذه ولكن انا ..انت/تــِ ، هو ، هي ..مازلنا هنا نحن سنكون آبائا في


المستقبل او ربما منا من هو اب وام لأبناء لم يفت الآوان بعد لا نجعل ابنائنا يدورون


في دوامه الحيره والعنصريه . جميل ان تتعامل مع الإنسان كما هو ليس لأنه ابن او


بنت لفلان وعلان .


/
/


حفظ الله لكم من تحبون ورزقكم الله سعاة الدارين


مــــــــنــــــــقــــــــــــــول..